جاء البيان الختامي لقمة الدول الثماني الصناعية الكبري والتي اختتمت اعمالها يوم الاربعاء الماضي بجزيرة هوكايدو باليابان لتزيد من اوجاع فقراء العالم. فبعد ان مني الفقراء انفسهم بإمكانية ان تخرج قمة الاغنياء بقرارات ملموسة ترفع عن كاهلهم اعباء ارتفاع اسعار السلع الغذائية والنفط وازمة التضخم جاء بيان القمة بعناوين مطاطة لا تحمل اي التزام من هذه الدول تجاه الفقراء.
ويقول مراقبون 'إن حكومات الدول الثماني، وكلها دول صناعية متطورة، هي المسئولة بالدرجة الاولي عن التغير المناخي وازمة الغذاء اللتين يعاني منهما العالم اجمع'.
في حين يري منظمو قمة الفقراء التي عقدت بالتوازي مع قمة الثماني الكبار ان المشاركين بقمة الاغنياء يتظاهرون دائما بانهم يعملون علي حل مشكلات العالم ولكنهم في الواقع هم سبب كل البلاء الذي يعاني منه العالم.. وقد علق البعض بالقول ان الثمانية الكبار في طريقهم للقضاء علي الفقراء وليس الفقر كما يزعمون!.
علي النقيض تري الدول الكبري انها تفعل ما باستطاعتها وتلقي باللوم علي غياب الديمقراطية كاحد ابرز اسباب بطء معدلات التنمية في الدول النامية بالاضافة الي زيادة سكان كوكب الارض بشكل لا تستطيع معه ان تفعل شيئا اكثر من قدراتها وامكاناتها!.
والحقيق انه اذا كانت مجموعة الثماني قد ولدت من رحم ازمات طاحنة كادت تطيح باستقرار كوكب الارض في سبعينات القرن الماضي، وهي ازمات النفط والركود الاقتصادي العالمي فإن الازمات الطاحنة التي يشهدها العالم حاليا وعلي رأسها ازمة ارتفاع اسعار السلع الغذائية والنفط والتضخم والاحتباس الحراري تنذر بزوال هذا الكيان العملاق الذي يعود تأسيسه الي عام .1973
فمنذ قمة جنوا التي استضافتها ايطاليا عام 2001 واعلن فيها الرئيس الامريكي جورج بوش رفضه المصادقة علي معاهدة كيوتو للحد من الانبعاثات المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض مرورا بقمم ايفيان بفرنسا وجلين ايجلز باسكتلندا وسان بطرسبرج بروسيا وهايلجندام بالمانيا واخيرا قمة هوكايدو باليابان بدأت تتولد لدي قطاع عريض من سكان كوكب الارض شبه قناعة بان مثل هذه القمم لاغنياء العالم ليست سوي لقاءات لبحث مصالح هذه الدول فقط ولا عزاء للفقراء والمعدمين الذين دائما ما يتصدرون البيانات الختامية لهذه القمم بوصفهم اصحاب الاهتمام الاكبر من القادة والزعماء دون ان تتحول الوعود الي واقع والكلام الي فعل!.