بعد ان فاض بهما الكيل تقدمت الشركة القابضة للغزل والنسيج والغرفة النسجية باتحاد الصناعات بشكوي الي جهاز مكافحة الاغراق بوزارة التجارة والصناعة ضد الواردات من الغزل والنسيج والملابس الجاهزة الاسيوية والتي تأتي الي مصر بكميات متزايدة مما يشكل تهديدا للصناعة المحلية بشقيها العام والخاص.
واوضح محسن الجيلاني رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج والملابس الجاهزة ان العديد من المصانع العامة والخاصة في مصر اصبحت معرضة لخطر الاغراق بعد ان زادت كمية الواردات من الغزل الاسيوي من 2.8 مليار جنيه في عام 2004 الي 3.5 مليار جنيه في عام .2007 وكذلك ارتفعت الواردات من الملابس الجاهزة من 598 مليون جنيه الي 1.7 مليار جنيه خلال الثلاث سنوات الماضية بنسبة زيادة 196 % وقال الجيلاني ان انتاج الملابس الجاهزة في مصريعتمد بنسبة 90 % علي الاقمشة المستوردة وعلي الغزل المستورد وهذا معناه ان الصناعة ليست معمقة في مصر وهذا يشكل تهديدا لصناعة تعد من اعرق الصناعات المصرية واكد علي ان المصانع العامة والخاصة تطالب بفرض اجراءات حمائية علي الواردات في هذا القطاع حتي نحمي شركات الغزل والنسيج والمنسوجات. واشار الجيلاني الي ان الصناعة لا تعاني فقط من الواردات الشرعية التي تدخل من المنافذ ولكن بجانب ذلك تعاني من الابواب الخلفية مثل الاستيراد برسم الوارد بمعني ان البعض يستورد كميات كبيرة من الغزول والاقمشة المستوردة ويدخلها البلاد وبدلا من ان يصنعها ويعيد تصديرها يبيعها في السوق المحلي. بالاضافة الي ذلك هناك ظاهرة ضرب الفواتير اي ادخال اقمشة وملابس جاهزة باسعار تنخفض بنسبة 80 % عن سعرها الحقيقي. وبالرغم من ان النظام الحالي يسمح بوضع اسعار استرشادية الا ان هذا لم يمنع الظاهرة وقال ان المناطق الحرة العامة والخاصة اصبحت تمثل بابا واسعا للتهريب حيث تدخل إليها السلع وكأنها مستلزمات انتاج بدون جمارك او ضريبة مبيعات ثم يتم تسريبها للسوق المحلي. وكذلك يعتبر الجيلاني ان تجارة الترانزيت فتحت مجالا كبيرا لتهريب السلع الي السوق المصري خاصة الصادرات الي ليبيا وتونس والمغرب. واشار رئيس القابضة الي ان خطورة ظاهرة الاغراق هي ان تلك الدول بعد ان تنجح في اغلاق المصانع المحلية لا تستمر في بيع بضائعها بالاسعار المتدنية ولكنها تسارع وترفع الاسعار بعد ان تكون قد تأكدت من انها انهت علي الصناعة المحلية. واوضح الجيلاني ان خسائر الشركات تتزايد عاما بعد اخر ووصلت خسائر شركة مصر ايران الي 24 مليون جنيه والعربية 'بوليفار' 12 مليون جنيه.
ومن جانبه اكد حمادة القليوبي رئيس الغرفة النسجية باتحاد الصناعات علي ان تركيا فرضت رسوم وقاية علي الغزل الوارد من كل دول العالم والصادرات المصرية خضعت لتلك الرسوم بالرغم من ان صادراتنا لا تمثل سوي 3.2 % من الواردات التركية من الغزل في حين ان الغزل الهندي يمثل 35 % من واردات مصرمن الغزول والواردات الصينية تمثل 50 % ومع ذلك لم تفرض اي رسوم وقاية ضد الواردات المغرقة حتي الآن.
ودور جهاز مكافحة الاغراق بوزارة التجارة في مثل هذه الحالات كما يشرحه عبدالرحمن فوزي وكيل اول وزارة التجارة ورئيس قطاع التجارة الخارجية هو التحقق من البيانات التي يقدمها ممثلو الصناعة المحلية والتأكد من الدلائل التي يتضح منها مدي الزيادة التي تحققت في الواردات في فترة زمنية معينة والاضرار التي لحقت بالمصانع المصرية. وفي ضوء كل هذه المعطيات يقوم الجهاز باعداد تقرير وعرضه علي اللجنة الاستشارية التي لابد من موافقتها قبل بدء اجراءات التحقيق. وبعد ذلك يتم اخطار الدول لتقديم الدفوع. وتشير ارقام وزارة التجارة الي ان الواردات الصينية من الملابس الجاهزة تمثل 92 % من اجمالي الواردات المصرية من الملابس في العام الماضي. وتمثل الواردات الهندية من الغزل الوارد الي مصر 20 % في نفس العام.